ذاكَـ الْمَكانُ الّساحِر..
قُرْبَ الّشَواطِئِ الّذَهَبِيّةِ وَ الْأَمواجِ الّزَرْقاءِ الّنيلِيَة ..
هُو مَكانٌ تَتوقُ نَفْسي إِلَيْهِ ..
إِعْتدْتُ الْوُقوفَ عَلَيَهِ وَ أَدْمَنَتُ رائِحَةَ الْبَحْرِ الْلَذيذَةِ ..
تَراءى لي مِنْ بَعيدٍ ..
إِنَهُ هُو .. لَمْ أَتَوَقَع وجوده هناااا .. في هذا الْمَكان ..
إِنَهُ لي .. سَطَرْتُ فيهِ أَحْلى أَيامِ ذِكْرَياتي .. ذَكْرَياتِ حُبي الّطاهرِ ..
إِنَهُ هُو .. بِوَجْهِهِ المُشْرِقِ الجَميل
إِزْيـَّنَ جَبينُهُ بِـ/ قَطَراتِ عَرَقٍ تَلَأْلَأُتْ كَما تَتَلَأْلَأُ حَباتُ الْنَدى عَلى أَوْراقِ شَجَرٍ في صَبيحَةِ يَوَّمٍ ضَبابِيٍ مُشْمِس..
عَيَّنانِ واسِعَتانِ سَوّداوانِ ..
زادَ جَمالها كُحْلٌ زانَها بِهِ رَبُ الّسَماء ..
وَ أَنْفٌ كَما الّسَيَّفُ بِهِ دِقَةٌ وَ بِهِ مِنْ شُموخِ الّراسِيات ..
وَ ثَغْرٌ باسِمٌ أُحيطَ بِشِفاهـٍ رَقيقَةٍ مُشرَّبةٌ بِـ/ حـُمْرَةِ وُرود ..
إِنْ تَحَدَثَ خِلْتَ الْعُذوبَةَ تَقاطُرُ مِنْ فاه ..
حَديثُهُ كِبْرِياء ..
ضَحْكَتُهُ وَ نَظَراتُهُ غُرور ..
وَ يَحِقُ لَهُ الّتَعَجْرُفُ فَـ/ هُو مُمَيزٌ إِذْ تَفَرَدَ بِـ/ صِفاتهِ..
الْهَواءُ عَليلٌ ..
هَبَتْ نَسْمَةٌ بارِدَةٌ داعَبَتْ خِصْلاتِ شَعْري الْأَسْوَّدِ فَـ/ تَمايَلَ وَ تَراقَصَ عَلى مُحَيايَّ ..
إِخْتَرَقَتْ نَظَراتُهُ ذاكَـ الْمَغْرورُ أَوْجُهَ الْجَميع ..
أَحْرَقَني لَهيبُ نَظراتِه..
بَدَأْتُ أَتَصَبَبُ عَرَقاً ..
أَخْجَلَتْني نَظَراتُهُ الْمُتَتالِيَّةِ ..
إِنْطَلَقَتْ قَدَماهُ .. بِـ/ خُطىً ثابِتَة..
تَقَدَمَ دونَ الْتِفاتٍ لِـ/ مَنْ حَوَّلنا ..
رَباه ..
إِنَهُ يَتَقَدَمُ نَحْوي ،، إِلَيَّ ..
قِف أَيُها الْأَحْمَق لا تَتَقَدَم ..
أُحاكِيهِ بِـ/ نَظراتي ..
رَمَقْتُهُ بِـ/ حِدَةٍ عَسى أَنْ تُؤَثِرَ بِهِ وَ يَعودُ أَدْراجَه ..
لا فائِدَةَ تُرْتَجى مِنْه .. إِقْتَرَبَ أَكْثَر ..
جَمُدَت قَدَماي ..
لَمْ أَقوى عَلى حَمْلِ نَفْسي ..
تَسارَعَتْ نَبَضاتُ قَلْبي بَدَأَتْ أَنْفاسي تَعْلوا ..
زَفراتٌ حارَةٌ تَليها زَفَرات ..
أُريدُ الْهُروبَ مِنْه ..
وَ لكِنْ قَلْبي يَهْفوا إِلَيْه ..
اسْتَرْجَعْتُ ذِكْرَياتي مَعَه ..
سَرَحْتُ في عَيَّناه ..
فاضَتْ عَيَّنايَّ بِدُموعِهِما الّتي أَحْرَقَتْ مُقْلَتايَ لِـ/ حـَرارَتِها ..
كَمْ كُنْتُ أُحِبُه ..
كُنْتُ أَعْشَقُهُ بِـ/ جُنون ..
كَأْسُ عِشْقِهِ كانَ رَواءً لي ..
كانَ أَنانِيَّاً .. اخْتارَ الْفِراق ..
الآنَ يَعود .. لِمَ؟!!
صَحَوتُ مِنْ ذِكْرَياتي عَلى لَمْسَةِ يَداه ..
طَبَعَ قُبْلَةً عَلى يَدَيَّ ..
اشْتَقْتُ إِلَيكِـ " حَبيبتي" ..
الْتَفَتْ يَداهُ حَوّلَ خَصْري ضَمَني إِلَيه..
تَلاقَتْ أَنْفاسُنا ..
هَمَسَ لي : أَنْفاسُكِ كَم اشْتَقَتُ لِـ/ دِفْئِها..
نَظَرْتُ في عَيّناه ..
لَمْ يَتَغَيَر بَريقُ تِلْكَ الْعَينانِ ..
لا يَزالُ مَنْ خانَ حُبي وَ ثِقَتي فيه ..
دَفَعْتُهُ عَني بِـ/ قُوَة ..
نَظَرَ إِلَيَّ بِـ/ إنْكِسار..
بِـ/ بُرودِ أَعْصابٍ وَ بِـ/ نَظَراتٍ مِلْؤُها الْإِحْتِقار : ابْتَعِدْ عَني ..
دَعْني أَحَيا حَياتي .. دَعْني وَ شَأَني ..
أُحِبُكَـ نَعَم ..
وَ لكِنَني لَنْ أَتَجَرَعَ الّذُلَ وَ الْمَهانَةَ مِنْ أَجْلِ حُبِ رَجُل ..
سَـ/ أَدوسُهُ قَلْبي وَ لَنْ أَرتَمي في أَحْضانِ لَعوبٍ مِثْلِك ..
لَسْتَ أَنْتَ مَنْ يَسْتَحِقُ أَنْ تُشِبَكَ يَدَايَّ بِيَدَيه ..
لَسْتَ أَنـْتَ مَنْ يَسْتَحِقُ حُبي ،، قَلْبي وَ كُلي ..
كَما أَنْكَ لا تَسْتَحِقُ شَرَفَ اقْتِراني بِك ..
لَنْ أَعودَ إِلَيك
هَروَلتُ مُسْرِعَةً أَلْتَمِسُ بُعْداً ..
غابَ عَنْ ناظِريَّ كَما اخْتَفَيْتُ تَماماً عَن أُفُقِ عَيَّناه ..
"هُو" ذِكْرى مَضَتْ وَ قَضَت ..
وَ لَها وَضَعْتُ نِهايَةً وَ حَد ..
سَأَعيشُ وَحيدَةً
وَ لكِنْني ،،،
'''' لَنْ أُذَلَ عَلى يَدِ رَجُل !!
تقبلوا تحيتي